لماذا تحتاج البشرة الدهنية إلى الترطيب؟
تُعد البشرة الدهنية تحدياً فريداً في عالم العناية، حيث تعاني من إفرازات زيتية مفرطة ولمعان مزعج، مما يدفع الكثيرين للاعتقاد الخاطئ بأنها لا تحتاج إلى ترطيب، أو أن المرطبات ستزيد من مشاكلها، الأمر الذي يؤدي بهم إلى تجفيف البشرة أكثر واستخدام منظفات قاسية، وهذه العادات تزيد الأمر سوءًا، حيث تدفع البشرة إلى إفراز المزيد من الزيوت لتعويض ما فُقد.
ترطيب البشرة الدهنية خطوة أساسية لجميع أنواع البشرة، لكن المفتاح يكمن في اختيار التركيبات الصحيحة: المرطبات المسموحة التي لا تسد المسام وتعمل على موازنة الزيوت، وتجنب المرطبات الممنوعة التي تحتوي على زيوت ثقيلة ومكونات كوميدوغينيك. وللتخلص من هذه الحيرة، نستعرض معكِ دليلكِ الشامل لـ ترطيب البشرة الدهنية، مع التركيز على المكونات البطلة التي تمنحكِ بشرة متوازنة ومطفأة اللمعان.
الترطيب هو جزء لا يتجزأ من روتين العناية بالبشرة، ولا يقتصر على البشرة الجافة أبداً، فالبشرة الدهنية تحتاج إلى الترطيب لسببين رئيسيين، الأول هو الحفاظ على وظيفة حاجز البشرة (الطبقة الواقية الخارجية) سليمة، والثاني هو تنظيم إفرازات الغدد الدهنية.
يُوجد عديد من الطرق التي تجعل البشرة الدهنية تفقد ترطيبها، ومع ذلك وضع أطباء الجلدية ثلاث نقاط أساسية لتفهمي لماذا تحتاج بشرتكِ الدهنية إلى الترطيب:
- تعويض الجفاف الناتج عن المنظفات: الكثيرون من أصحاب البشرة الدهنية يستخدمون منظفات قاسية أو التي تحتوي على مكونات مجففة مثل حمض الساليسيليك أو البنزويل بيروكسايد، وهذه المكونات ضرورية لعلاج الحبوب لكنها تسبب جفافاً مؤقتاً يحتاج إلى تعويض بمرطب خفيف.
- إشارات التوازن: عندما تجف البشرة الدهنية، ترسل الغدد الدهنية إشارات إلى الدماغ بأن هناك “نقصاً في الزيت”، فتستجيب الغدد بزيادة إفراز الدهون لتعويض هذا النقص، مما يزيد من لمعان البشرة وظهور الحبوب، المرطب الصحيح يكسر هذه الحلقة المفرغة.
- الحماية من عوامل البيئة: الترطيب يحافظ على مرونة الجلد وقوته في مواجهة العوامل البيئية مثل الحرارة والرطوبة والتلوث، والتي قد تزيد من التهاب البشرة وتؤدي لظهور التصبغات وعلامات الشيخوخة المبكرة.
جدول المحتويات
الهدف من ترطيب البشرة الدهنية هو تزويدها بالماء (الرطوبة) اللازم، دون إضافة المزيد من الزيوت الثقيلة التي تسد المسام، ومن المهم تفهم أن المرطب يجب أن يتناسب مع نوع البشرة، ولذلك فإن الخطوات الثلاثة السابقة هي الأساس لأي روتين عناية بالبشرة الدهنية الناجح.
فيما يلي المسموح والممنوع في ترطيب البشرة الدهنية وفقاً لأطباء الجلدية:
المرطبات المسموحة لـ ترطيب البشرة الدهنية (التركيبات البطلة)
السر في ترطيب البشرة الدهنية يكمن في اختيار التركيبة، فالمرطبات المسموحة هي تلك التي تحمل تسمية “خالية من الزيوت” (Oil-Free) و “لا تسد المسام” (Non-Comedogenic)، هذه التسميات تضمن أن المنتج لن يزيد من اللمعان أو يساهم في ظهور الرؤوس السوداء والحبوب.
يعمل المرطب المسموح به على حبس الرطوبة داخل البشرة دون أن يضيف طبقة دهنية ثقيلة، وسنتعرف على الأنواع المسموحة والمكونات البطلة التي يجب أن تبحثي عنها.
أنواع المرطبات المسموحة
لسنوات طويلة كانت المرطبات الكريمية الثقيلة هي السائدة، ومع ذلك ثبت أن البشرة الدهنية تحتاج إلى قوام أخف يمتص بسرعة ولا يترك أي أثر دهني، وبدلًا منها يُوصى باستخدام هذه الأنواع:
- المرطبات الهلامية (Gel-Based): وهي ذات قوام مائي خفيف جداً، تمتصها البشرة بسرعة فائقة، وتوفر ترطيباً ممتازاً دون ترك أي لمعان، وهي الخيار الأفضل للبشرة الدهنية والمناخ الحار.
- المرطبات السائلة (Lotions): هي أخف من الكريم وأثقل من الجل، وتحتوي على نسبة أعلى من الماء مقارنة بالزيت، وهي مناسبة للبشرة الدهنية في الأجواء المعتدلة أو المختلطة.
- السيرومات المائية (Water-Based Serums): تستخدم كخطوة قبل المرطب في حالة الجفاف الشديد، وهي خفيفة جداً وغنية بمكونات الترطيب مثل حمض الهيالورونيك، وتعمل كمعزز للرطوبة.
مكونات يجب البحث عنها
يجب أن تحتوي المرطبات المسموحة على مكونات تعمل على الترطيب مع تقليل اللمعان أو علاج الحبوب، ومن أهم هذه المكونات:
- حمض الهيالورونيك (Hyaluronic Acid): يعمل على سحب الرطوبة من الجو وحبسها في البشرة، وهو مرطب فعال لا يسد المسام أبداً.
- النياسيناميد (Niacinamide): هو بطل للبشرة الدهنية، حيث يعمل على تنظيم إفراز الزيوت وتقليص مظهر المسام، ويقلل من الاحمرار والتهيج المصاحب للحبوب.
- السيراميدات (Ceramides): تساعد في تقوية حاجز البشرة المتضرر، وهي دهون طبيعية موجودة في الجلد، لكنها لا تسبب ثقلاً أو دهنية للبشرة.
- خلاصة الصبار (Aloe Vera): مكون مهدئ ومرطب خفيف، ومناسب جداً للبشرة الدهنية التي تتعرض للالتهاب أو الاحمرار.
المرطبات الممنوعة لـ ترطيب البشرة الدهنية
إلى جانب ما سبق، هناك مكونات يجب تجنبها تماماً في أي مرطب مخصص للبشرة الدهنية، لأنها إما تسبب انسداد المسام بشكل مباشر (Comedogenic) أو لأنها ثقيلة جداً وتزيد من مظهر اللمعان غير المرغوب فيه.
ترطيب البشرة الدهنية: تجنبي الزيوت والمكونات الثقيلة
فيما يلي أهم المكونات والتركيبات التي يجب الابتعاد عنها في روتين ترطيب البشرة الدهنية:
- الزيوت المعدنية والبترولية (Mineral Oil & Petrolatum): هذه زيوت ثقيلة جداً، تشكل طبقة عازلة على سطح الجلد، مما يمنع تنفس البشرة ويحبس الزيوت بداخلها، ويزيد من ظهور الرؤوس السوداء وحب الشباب.
- زبدة الشيا وزبدة الكاكاو (Shea & Cocoa Butter): على الرغم من فوائدها للبشرة الجافة، إلا أن قوامها الثقيل يجعلها عالية الكوميدوغينيك (سادة للمسام) وغير مناسبة إطلاقاً للبشرة الدهنية والمعرضة للحبوب.
- كحول الإيثيل (Denatured Alcohol): بالرغم من أنه يمنح شعوراً مؤقتاً بالانتعاش والجفاف، إلا أنه يجرد البشرة من زيوتها الطبيعية، مما يحفزها على إفراز المزيد من الدهون كرد فعل، ويزيد الجفاف والتهيج على المدى الطويل.
- مرطبات الوجه ذات القاعدة الكريمية السميكة: غالبًا ما تحتوي هذه الكريمات على نسبة عالية من الزيوت الثقيلة والمرطبات الملوثة للمسام، ويُنصح دائماً بالبحث عن القوام الجل أو السائل.
روتين ترطيب البشرة الدهنية اليومي
تحتاج البشرة الدهنية بصفة خاصة إلى روتين ترطيب مطبق بترتيب صحيح، لضمان أقصى استفادة من المكونات النشطة دون زيادة اللمعان، وفيما يلي أهم الخطوات للعناية بالبشرة الدهنية في الصباح والمساء:
- التنظيف المناسب: يُوصى بغسل البشرة بمنظف يحتوي على حمض الساليسيليك أو حمض الجليكوليك صباحاً ومساءً لإزالة الأوساخ والزيوت الزائدة، ومن المهم عدم المبالغة في الغسيل لتفادي الجفاف.
- استخدام التونر الخفيف: بعد التنظيف، يمكن استخدام تونر خالٍ من الكحول وذي قاعدة مائية، يحتوي على النياسيناميد أو ماء الورد لتهدئة البشرة وموازنة الرقم الهيدروجيني لها.
- السيروم المرطب: إذا كنتِ تستخدمين سيروم نشط (مثل فيتامين سي صباحاً أو ريتينول ليلاً)، يجب وضعه أولاً. أما السيرومات المرطبة (مثل الهيالورونيك)، فيمكن وضعها قبل المرطب.
- ترطيب البشرة الذكي: يُطبق المرطب المسموح به (جل أو سائل) على بشرة رطبة قليلاً لحبس الماء، ويُفضل اختيار مرطب نهاري بمعامل حماية خفيف.
- مرطب العين: لا يجب نسيان محيط العين، واختاري كريماً مخصصاً وخفيفاً لهذه المنطقة الحساسة للحماية من الهالات والتجاعيد المبكرة.
هذا الروتين يضمن ترطيباً فعالاً دون زيادة الدهون أو انسداد المسام، وهو الأساس للحفاظ على بشرة متوازنة طوال اليوم.
أهمية واقي الشمس للبشرة الدهنية
لا يكتمل روتين العناية بالبشرة الدهنية بدون واقي الشمس، فواقي الشمس ليس مجرد حماية من الاسمرار، بل هو وقاية من علامات الشيخوخة المبكرة وسرطان الجلد.
- اختاري واقي شمس بتركيبة سائلة أو جل (Fluid or Gel) لضمان الامتصاص السريع وعدم ترك أي طبقة دهنية أو لزجة.
- ابحثي عن واقي شمس يحمل علامات “Matte Finish” أو “Dry Touch” أو “Oil Control” فهذه التركيبات مصممة خصيصاً للتحكم في لمعان البشرة الدهنية.
- يُنصح باستخدام واقي شمس ذي معامل حماية (SPF) 30 أو أعلى، ووضعه بعد المرطب (إذا كان المرطب لا يحتوي على معامل حماية)، وتكرار وضعه كل ساعتين عند التعرض للشمس مباشرة.
بدائل المرطبات التقليدية لـ ترطيب البشرة الدهنية
يفضل بعض الأشخاص استخدام المكونات الطبيعية أو بدائل المرطبات التقليدية للعناية ببشرتهم الدهنية، خوفاً من المواد الكيميائية التي قد تضر بحاجز البشرة، ويمكن استبدال معظم مستحضرات العناية التقليدية ببدائل طبيعية، مع ضرورة استشارة طبيب الجلدية قبل الإقدام على هذه الخطوة، خاصةً إذا كانت البشرة حساسة أو معرضة للحبوب.
- جل الصبار النقي (Aloe Vera Gel): يُعد بديلاً مرطباً ممتازاً للبشرة الدهنية، حيث يحتوي على قاعدة مائية عالية وخصائص مهدئة ومضادة للالتهاب، لكن يجب التأكد من أنه نقي وخالٍ من الكحول أو الأصباغ.
- مستخلص الشاي الأخضر: يمكن استخدامه كتونر أو رذاذ (Mist) على البشرة، حيث يمتلك خصائص قوية مضادة للأكسدة تساعد في تنظيم الزيوت وتقليل الالتهاب دون أن يترك ثقلاً على البشرة.
- زيوت خفيفة (بشروط): يمكن استخدام بعض الزيوت الطبيعية الخفيفة جداً كمرطبات ليلية بكميات قليلة، مثل زيت بذور العنب أو زيت الجوجوبا (المعروف بقرب تركيبته من دهون البشرة)، لكن يجب أن يكون هذا الزيت غير كوميدوغينيك (لا يسد المسام).
الجدير بالذكر أن معظم هذه الوصفات متوارثة أو شائعة لكنها ليست مختبرة علميًا بشكل كافٍ لجميع الحالات، لذا من المهم اختبارها على منطقة صغيرة من الجلد أولًا، ومراقبة وجود أي رد فعل تحسسي، والتوقف عن استخدامها في حال حدوث أي تهيج أو حكة في البشرة.
يمكن تجنب عدد من مشكلات البشرة الدهنية عن طريق العناية بها، وتجنب العادات الخاطئة التي قد تسبب أضرارًا طويلة المدى، واتباع روتين عناية بالبشرة مناسب لنوعها يساعد على ترطيبها والحفاظ على مرونتها ومظهرها الحيوي، لذا يجب البدء في العناية بها من سن صغيرة واستشارة طبيب جلدية في حال وجود أي مشكلة وعدم استخدام أي منتج حتى الأنواع الطبية دون الرجوع للطبيب.
الأسئلة الشائعة
هل يمكن استخدام الزيوت الطبيعية للبشرة الدهنية؟
نعم، يمكن استخدام بعض الزيوت الطبيعية للبشرة الدهنية، لكن بشروط صارمة، يجب اختيار الزيوت الخفيفة التي لا تسد المسام (Non-Comedogenic) مثل زيت الجوجوبا أو زيت بذور العنب، ويجب تجنب الزيوت الثقيلة مثل زيت جوز الهند وزبدة الشيا، لأنها تزيد من انسداد المسام وظهور حب الشباب، ويُنصح باستخدام الزيوت فقط كمرطب ليلي خفيف جداً، أو لاستخدامها في تقنية التنظيف بالزيت (Oil Cleansing) بدلاً من ترطيب البشرة الدهنية.
ما الفرق بين المرطب ذي القاعدة المائية (Gel) والكريم؟
الفرق الأساسي يكمن في التركيب والكثافة، فالمرطب ذو القاعدة المائية (الجل) يحتوي على نسبة عالية جداً من الماء، وهو خفيف الوزن، سريع الامتصاص، ولا يترك أي ملمس دهني، وهو الخيار الأمثل لـ ترطيب البشرة الدهنية لأنه لا يسد المسام. أما الكريم، فيحتوي على نسبة أعلى من الزيوت والمطريات الثقيلة، مما يجعله أكثر كثافة ويبقى لفترة أطول على الجلد، وهو مناسب للبشرة الجافة إلى العادية.
يُعد ترطيب البشرة الدهنية الصحيح هو الخطوة الأساسية لتقليل إنتاج الزيوت الزائدة والحفاظ على بشرة متوازنة، والالتزام بالمرطبات المسموحة ذات القوام الهلامي أو السائل، وتجنب المواد الثقيلة والزيوت المعدنية، هو ما يضمن لكِ تحقيق هدفكِ لبشرة مشرقة وغير لامعة، تذكري أن القليل من المرطب الصحيح أفضل بكثير من الكثير من المرطب الخاطئ.
هذا المقال هو مجرد دليل إرشادي، ولكن يجب أن تكون استشارة طبيب الجلدية هي خطوتكِ الأولى قبل تغيير روتينكِ بشكل جذري.
اقتراحاتنا لمنتجات مرطبة وموازنة للزيوت
بناءً على تحليل المقال والبحث عن المنتجات التي تفي بالمعايير المذكورة (خالية من الزيوت، غير كوميدوغينيك، جل أو سيروم، تحتوي على مكونات بطلة)، أقترح عليك المنتجين التاليين:
المنتج الأول: المرطب البطل (Gel-Based Moisturizer)
هذا المنتج يستهدف تلبية الحاجة الأساسية التي ناقشها المقال: الترطيب دون إضافة زيوت ثقيلة.
المرطبات الهلامية (Gel-Based): وهي ذات قوام مائي خفيف جداً، تمتصها البشرة بسرعة فائقة… (جرّبي المرطب الجل المائي الموصى به من أطباء الجلدية)
🛒 اشتري الآن من أمازونالمنتج الثاني: السيروم الموازن للدهون (Niacinamide Serum)
النياسيناميد (Niacinamide): هو بطل للبشرة الدهنية، حيث يعمل على تنظيم إفراز الزيوت وتقليص مظهر المسام… (اكتشفي سيروم النياسيناميد الأفضل للتحكم في اللمعان والمسام)
🛒 اشتري الآن من أمازون
